انتخابات الاتحاد- تنافس حضاري نحو الأصلح والأجدر.

المؤلف: أحمد الشمراني08.23.2025
انتخابات الاتحاد- تنافس حضاري نحو الأصلح والأجدر.

ينخرط الاتحاديون في معركة انتخابية لاختيار رئيس جديد، وقد بلغت هذه المنافسة ذروة الوضوح والشفافية. هذا التنافس الشريف يحمل في طياته الخير الكثير للنادي، ولا يشكل بأي حال من الأحوال ضرراً كما يظن بعض المتشائمين.

لقد قام كل من سندي وأنمار بوضع تصور مفصل المعالم لخريطة طريق مستقبل نادي الاتحاد، مع اشتراطات ومعايير يرى كل فريق أنها تتحقق على أكمل وجه في مرشحه المفضل.

من وجهة نظري كمراقب محايد وغير منحاز، أرى أن هذه المنافسة الديمقراطية تمثل مظهراً صحياً وإيجابياً، شريطة ألا تحيد عن مسارها المتحضر وألا تنجرف إلى مستنقع التعصب والتجريح.

لقد انخرط الزملاء الإعلاميون الاتحاديون في هذا الحراك الانتخابي، حيث تبنى كل طرف دعم مرشحه الذي يراه جديراً بالمنصب، وهذا أمر محمود ومستحسن، أرى فيه صراعاً للأفكار النيرة والعقول الراجحة، وليس مجرد صراعاً للأهواء والميول.

إلا أن ما شاب هذا الصراع من تبادل للاتهامات والانتقادات لم يرق لي، وقد ساهمت فيه حدة المنافسة الانتخابية، لكنها لم تؤثر بشكل جوهري على الرؤية العامة لكل طرف وموقفه الداعم لمرشحه.

على سبيل المثال، أعلن الزميل محمد البكيري بكل وضوح عن دعمه الصريح لأنمار الحائلي، وهذا من صميم حقوقه المشروعة، طالما أن لهذا الانحياز ما يبرره من قناعات وأسباب موضوعية.

وفي المقابل، لم يخف الزميل عدنان جستنية تأييده الكامل لفهد سندي، وهذا أيضاً أمر طبيعي ومنطقي، طالما أن المرحلة الراهنة تتسع لكل وجهات النظر والرؤى المتباينة.

يا ليتنا نشهد مثل هذا التنافس المحتدم في جميع الأندية الرياضية، وليس في نادي الاتحاد فحسب؛ وذلك بهدف تنظيم الانتخابات في إطار حراك إيجابي وبناء، يسفر في نهاية المطاف عن اختيار الشخص الأصلح والأجدر والأكثر ملاءمة لقيادة دفة النادي.

فالمسألة هنا لا تتعلق بمشاعر الحب والكراهية، بل هي بالأساس قناعة راسخة تستند إلى معطيات واقعية وملموسة، تدفع كل فريق إلى الاعتقاد بأن مرشحه هو الأنسب والأقدر على تحقيق تطلعات النادي وجماهيره.

أخيراً: ‏«أدركت بأنه يمكن للمرء أن يسعى جاهداً ويقطع المسافات الشاسعة من أقصى نقطة في هذا العالم، إلى أبعد نقطة أخرى، مدفوعاً بشعلة الحب والإخلاص. وفي المقابل، أدركت أيضاً أنه قد يعجز عن القيام بأبسط الأمور، وقد يجد صعوبة بالغة في مجرد مغادرة غرفته، وذلك بسبب خيبة الأمل والخذلان».

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة